قد نكتشف يوما ً أن ّ إحساسنا الجميل تجاههم لم يكن سوى ..
وجبة عذاب ..
لاتُسمِن ولا تُغني من جوع ..................!!
هي : أهذا أنت َ ...!!
هو : أهذه ِ أنت ِ ...!!
هي : تَغَيّرت َ كثيرا ً ..
هو: إذن كيف تعرّفت ِ إلي ّ مادام التغيّر احتل ّ كل هذه
المساحة المخيفة في صوتك ِ ....!!
هي : تَعَرّفت ُ إليك َ ........
بقلبي .... وليس بعيني ..
هو: أمازال قلبك ِ لايُخطئني ...!!
هي : كيف يُخطِئك َ قلبي وقد كنت َ له يوما ً
دما ً ... وهواءً ... وحياة ....!!
هو: والآن ....!!
هي: تتغيّر الأحاسيس بفعل الزمان كبقية الأشياء الأخرى ...
هو: إذن ... تُصاب أحاسيسنا بالشيخوخة كالإنسان ...!!
هي : نعم ... وتموت أيضا ً كالإنسان ...
هو: أمات إحساسك ِ الجميل نحوي ...!!
هي :لو كان مات ...
لما تعرّفت ُ إليك َ الآن بعد كل تلك السنوات ...
هو: إذن .. أمازلت أحتل ّ فيك ِ مساحة ...!!
هي : نعم ...
لكنها ليست كالمساحة القديمة التي كنت َ تحتلّها في ّ ...
هو: ماالفرق ...!!
هي : كالفرق بين ...... اليوم ...و ... الأمس ...
هو: أحيانا ً ....... لايفرق اليوم عن الأمس شيئا ً ..
هي: يكفي أن ( اليوم ) هو ........اليوم ...
و ( الأمس ) هو .................... الأمس ...
هو: وأيّهما أنا فيك ِ ........!!
هي : أنت َ ( الأمس ) ياسيّدي ... بكل ّ مافي الأمس من أحاسيس ..وأحلام ... والآم ...
هو: إذن أصبحت ُ أمسَك ِ ياسيّدتي ...!!
هي : لماذا تتحدّث ُ وكأن ّ الأمس شيء ٌ بلاقيمة ولاأهميّة ..!!
هو: الأمس ياسيّدتي شيء ٌ ......... ميّت ...
هي: ومَن قال إن ّ الأشياء الميّتة بلاقيمة لدينا ولا أهميّة ...!!
هو: وهل تُمثّل الأشياء الميّتة أهميّة ...!!
هي : لو لم تكن كذلك لمَا بكينا عليها ..
هو: نبكي عليها نعم ...
لكننا سرعان ماننساها ...
وسرعان ماتجف ّ دموعنا عليها ..
هي : لاتنتهي أهميّة الأموات ِ بمجرّد انتهاء مراسم
البكاء وطقوس الحزن ...
هو: تُبرّرين موت إحساسك ِ نحوي ...!!
هي : أنا لم أقل إن ّ إحساسي نحوك َ قد مات ...
بل قلت ُ إنه أصبح ( أمسي ) ..
هو: تتلاعبين بالألفاظ كعادتك ِ ...
هي : تماما ً كما كنت َ تتلاعب ُ أنت َ ..... بالمعاني ...
هو: تغَيّرت ِ كثيرا ً ..
هي : لم أتغيّر ...
لكنني نضجت ُ ...
عقلت ُ ...
أدركت ُ أن ّ الحب ّ من طرف ٍ واحد
هو نوع ٌ من أنواع الموت البطىء ... والمُتعمّد ...
هو: لماذا ...!! هل كنت ِ ب ( الأمس ) مجنونة ...!!
هي: نعم ياسيّدي ... كنت ُ مجنونة ً بك َ فوق الحد ّ ..
هو: وماهو حدّ الجنون في نظرك ِ ...!!
هي: الحد ّ الذي وقف عليه إحساسي تجاهك َ ذات يوم ...
هو: كنت ِ تُحبيّنني بجنون ...!!
هي : ( لا ) .... بل كنت ُ أحبّك َ ... بغباء ..
وكنت ُ أ ُعذب ّ نفسي بذلك الغباء .....بجنون ...
هو: ندمت ِ ......!!
هي : ( لا ) ......
لم أندم يوما ً ... كانت تجربة ً مريرة ....
لكنها أكسبَتني الكثير من الخبرة ...
والمناعة ضد ّ الألم ..
هو: انظري خلفك ِ ....
هناك ( رجل ٌ ) يُناديك ِ ...
ويقترب ُ منك ِ ... مَن هذا الرجل ...!!!
هي : هذا هو ( يومي ) ......
يومي الذي تلا ( أمسي ) معك َ ..
هو: والطفل الذي معه ...!!
هي : هو ( غدّي ) الذي أحيا له ... ومِن أجله ...
هو: انتظري .... إلى أين أنت ِ راحلة ...!!
هي : إلى ......... يومي.... و ... غدّي ...
هو: وأمسُك ِ ...!!
هي : رَحل َ في قافلة ِ ......... الأمس ...
خاطرة عميقة جدا ً ...
عميقة بكل حرف فيها
جَسّد َ لنا مشاعر الحب من طرف ٍ واحد ...
مشاعر الأنثى التي رغم البُعد ترى ... بعيون قلبها ..
مشاعر تتغيّر مع عوامل الزمن والأيام ...
هذا التغيّر يختلف بين الرجل والمرأة ...
ينحت ُ بداخل كل ٌ منهما بعمق ٍ مختلف ...
يترك أثره ...
ومرارته ....
وألمه ... بمقدار ٍ مختلف ...
جَسّد َ لنا غرور الرجل في أن
يرى أحاسيس الأنثى تجاهه لم تتغيّر رغم كل شيء ..
هنا نعيش المشاعر بين
( الأمس ) الماضي ..
و .. ( اليوم ) الجميل...
و ...( الغد ّ ) الأروع ...
( الأمس ) .....
الذي فتّح قلوبنا لمفهوم المشاعر ...
وأسقى القلب من قطرات
الحب ماأسقاه ... هيّأه ل ( اليوم ) ...
( اليوم ) .....
الذي تعلمّنا من أمسنا كيف نعيشه بمتعة اكثر ...
وبنضج تحتاجه مشاعرنا
وأحاسيسنا لتستمر بنا حتى نصل ل ( الغد ّ ) ...
( الغّد ) ....
الذي هو قيمة الحياة الحقيقية ...
هو مانصبو إليه كي نجني ثمارا ً غرسها
فينا الأمس ...
ورعاها اليوم ..
ويتغذى ّ عليها الغد ّ فتكتمل فينا كل المشاعر ...
هنا نتذوّق طعم الذكرى في قلب الأنثى رغم مرور الزمن ...
هي
تحب ّ أن تحتفظ بكل لحظة عاشتها في صندوق
ذكرياتها بين حناياها ...
الأنثى ... لاتُفرّط في لحظات عمرها بسهولة ...
تسترجع البسمة .. فتسعد بها ...
وتستعيد الدمعة .... فتشرق بقطراتها ...
ومع ذلك تجد نفسها تحيا ( اليوم ) ..
وتترّقب بلهفة ٍ وحنين ( الغد ) ...
ف ( الغد ) بالنسبة لها هو حقيقة رسالتها وقيمتها
في عالم الرجل الذي به ... ومنه ... تبدأ
رحلة حياتها ...
وإليه تحط ّ بكل حملها وتكتفي بأن تراه غصنا ً وارفا ً أمامها
حتى وإن كان مُقصّرا ً بحقها هي ..
نتذوّق طعم النسيان ... في ذاكرة الرجل ...
وخير دليل هنا أنها هي التي عرفته قبل أن
يعرفها هو ...
بادرته بالمعرفة ..
لأن قلبها لايُخطىء طريقه نحو ملامح أحبّتها ذات يوم ...
هنا كلمات الخاطرة لهذه الكاتبة أعجبتني ...
شدّتني ..
عشت ُ بين نبض الكلمات ( أمسي ) ... و ( يومي ) ...
وتذوّقت ُ معها قيمة ( غدّي ) ...